اصدار جديد للكاتب العراقي جميل ماهود – مجموعة قصصية بعنوان سيرة الحب لوحة الغلاف للفنان التشكيلي العراق د- حسين البلداوي
شارك
سيرة حب ..
_ لقد خذلتني
_ لم اخذلك ياحبيبتي . انما هي الحرب التي خبأتني احدى عشرة سنة ..كنت فيها سندبادها الذي يجوب الارض شرقا وشمالا برفقة فتية تجردوا من كل شيء إلا ذلك الحب لكائن يسمى وطن ..
كنا نقارع امواجا لاسراب جراد اصفر قادم من الشرق ..نصدها كي لا تفقأ عيون بغداد ..
عياش الماجد ذلك الشاب المفعم حياة والمحتشد بالحب ..يومها كنت طالبة في مرحلة الإعدادية وكنت انت طالبا جامعيا تدرس فن المسرح…وكنت انا عضوا في فرقة التمثيل في المدرسة ..ترقبك كانت عيناي بنهم ..وثمة فرح طفولي يسكنني وانا اعيش حلم تلك المغامرة..كنت اشعر بالسعادة وانا اخطف لحظات من الفرح ..لكني كنت اشعر بالاحتراق وانت تحادث غيري من الفتيات.
انها الغيرة يا حبيبي . الغيرة التي تأكل قلبي الصغير وتسرق نبضه ..
أتذكر حين انتقلنا إلى بغداد للسكن هناك وانت أتممت دراستك الجامعية التقينا….نعم التقينا .هناك على شواطيء دجلة وانت تتأبط ذراعي وتطوف بي حول تمثال ابي نؤاس الشاعر تقرأ لي ما تيسر من شعر…وكنت تقطف لي زهرة بيضاء من كل حقل نحط رحالنا قربه..
عدت إلى البيت متوجة بالزهو والانتصار.. وانا احمل فوق صدري باقة ورد بيضاء . لكنها مع اختلاف الليل والنهار ذوت وصوحت . اما حبك فقد ازداد نضارة وما زالت أغصانه مورقة مزهرة..
اه يا عياش الماجد هات يديك لتنام كالعصفور بين يدي هههه كما قالتها نجاة.
اقتربت الوجوه كثيرا.. امتزجت الانفاس .. اهتزت وربت تلك الشفاه اليابسة ….غير أن ذلك الديك وبعرفه الاحمر القاني والذي تدلى فوق احدى عينيه لثقله اطلق صياحا بصوت جميل معلنا ان الصباح قد ادرك شهريار..
استيقظ عياش الماجد ولم يجد غير خصلة من شعر رأسه الابيض ترقد وسط كفه المبسوطة…
لوحة الغلاف للفنان الكبير وصديقي التاريخي حسين البلداوي.