ذكرى خميس غزّة الدامي.. نثر بقلم د. وصفي حرب تيلخ
اليوم 28/2
ذكرى خميس غزّة الدامي
حيث كانت هذه القصيدة النثرية
وما زال الموقف هو الموقف
*****
في الحرب على غزة
عصر الخميس 28/2/2008م
عشرون شهيداً حتّى اللّحظة وما زال القتل مستمراً
والرّئيس يتكرّم قائلا:
“المقاومة ليست خَيَارنا”
***
(( عشرون كأسـاً مِن دمٍ نَـخْب الرّئيـس))
عشرون كأسًا
من دمٍ
نَخْب الرئيسْ..
عشرون جمجمةً
لديه
مليئةٌ بالدّمّ
يجعله خمورْ
عشرون جمجمة
كؤوساً
تملأ القاعاتِ
في تلك القصورْ
يا أيّها القابعُ في كرسي الرّئاسة
هل ترى فعل الصّهاينة الأبالسة
النّجوسْ
يا أيّها القابع في قصر الرّئاسة
بين رَخْصٍ أو نفيسْ
يا أيّها الغارق ذلاّ
أيها الجائع دِيناً
أيها الهَيْمان عُهْراً
سيّدي أنت الرّئيسْ
أنت الرّئيسُ فهل ترى
طفلاً يموتْ
أنثى تموت
شيخاً يموت
هل ترى تلك العروسْ
نُحرت بليلة عرسها
يا سيّدي
أنت الرّئيسْ
أفلستَ تقْبع ههنا
لا كالتُّيوسْ
فالتَّيْس يدفع خصمَهُ
إن جاء يلتمسُ العروسْ
عشرون كأسا من دمٍ
يا سيدي
في ليلةٍ!!
أفلا ثملتَ من الكؤوسْ؟!
نَهَمٌ بِعينكَ
او بِرُوحكَ
او بِطَبْعكَ
يا رئيسْ
مِن حولكم أشباهُ أشباهٍ
فلا رجلاً
تقيّمه النّفوسْ
وَحْلٌ بأرجلهم
يُكلّل جسمَهم
حتّى الرؤوسْ
العهر فيهم مُلهماً
النتنُ ربّهمُ الخسيسْ
عشرون كأساً يا رئيسْ!!
عشرون تاجاً فوق رأسك
كلّما قُتِلَتْ عروسْ
النتنُ يذبح شعبنا
وتقول لا..
إنّي الرّئيسْ
لا لن نقاومَ ليس
من طبعي خَيَارُ الحرب
أو قتلُ النّفوسْ
نفوس مَن في عين عينِكَ يا رئيسْ؟
مَن يفوز إِذَنْ بحبّكَ؟!
مَن يكون إلى فؤادكََ؟!
غير أبناء القرودْ
تلك الخنازيرُ الّتي
لا تألفُ العيش النّظيفْ
مَن هُمْ بربّك غير مَن كانوا
بِبَابك يركعونْ
أنتَ البهاءْ بنُ البهاءِ
وذاك مَعْبَدكَ الرّخيصْ
فانظر إليه بنجمةٍ
في القلب تحفرها
بعهدك يا رئيسْ
أنتَ الرّئيسْ
أنتَ الأمينْ
لبهائكمْ
ابدا تدينْ
أنتَ الرّئيسْ
أنتَ الّذي في دمّ أبنائي يغوصْ
ثورٌ يرى الألوانَ
لا شيءَ إذا
ما كان ذاك الّلونُ
من سََكْب النّفوسْ
لون الدّماء الحُمْر
إنْ كانت فقط
من غزّة الشّمّاء
أو مِن ضِفّة القدسِ الأسيرْ
كلّ يصيرُ
إليك خمراً
فاجترع ْيا سيّدي
أنت الرّئيسْ
ترتاح نفسك حينما
تُضحي دماءُ أحبّتي
فوق التّرابِ
كأنّها
سيلٌ إليك مآلُهُ
خمراً يصيرْ
عشرون كأساً مِن دمٍ
يا سيّدي !!
في ليلةٍ!!
نَخْب الرّئيس..
د. وصفي تيلخ