اللغة العربية.. مقال بقلم عبد الكريم احمد الزيدي
اللغة العربية
لغة الضاد
………………………….
تعود اللغة العربية الى اصل العرب الذين انحدروا من قبيلة يمنية قحطانية هاجرت عند انهيار سد مأرب واستقرت بمكة يطلق عليها جرهم ، وعلمت هذه القبيلة سيدنا اسماعيل ( عليه السلام) وامه هاجر العربية حتى اتقنها وتعلمها ببيانها وفصاحتها .
والعربية لغة مقدسة نزل القران الكريم بلسانها وعرفتها اقوام الجزيرة العربية و هي قبائل عربية بائدة وتحدثوا بها ، وعلى هذا فان العربية في الاصل ليست لغة العرب التي ياتي معناها اللسان المبين الواضح كما ورد في قوله تعالى ( لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين )وقوله تعالى ( انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)وعلى هذا فقد اطلقت تسمية العرب على الاقوام الذين تحدثوا العربية بلسانها الواضح المبين ، وهذه حقيقة وردت في الحديث الشريف ( انما العربية اللسان).
ولو سلمنا لهذا المفهوم فان العربية ليست عرقا او عنصرا ولا انتماءا اقليميا او محليا ، انما العربية اللسان المبين وكل من يتحدث بها فهو عربي.
وما يؤكد حديثنا هذا قول الله سبحانه وتعالى ( وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ) وهذا معناه ان الرسالة الاسلامية كانت لسان الانسانية بمفهوم هذه الاية الكريمة ، ولو اخذنا بنظريات المفكرين والعلماء على ان الانسان يولد بنظام فطري وهو القول الامثل فاللغة موجودة بولادة الانسان وبلسان العربية الذي يتغير لسانها عند تعرض المولود الى مجتمعات لغوية مغايرة فيتحدث بعد تعلمه بلغتها ، وهذا مصداق لقوله تعالى ( واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم وذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ) ، والسؤال هنا ان الله سبحانه وتعالى انطق كل ذرية ادم واشهدهم بوحدانيته قبل خلقهم سبحانه وانه هو ربهم ، فبأي لسان كانت شهادة ذرية بني ادم ( عليه السلام ) ؟.
والعربية لغة خالدة لاتموت كما حال اللغات الاخرى بالرغم من ضعف العرب ووهنهم حاليا بين الامم ، بل تظل هذه اللغة حية طرية محفوظة تؤدي احتياج ومتطلبات الدهر والحاضر بخلاف غيرها التي عجزت في ادائها في المعاني والمفاهيم بصورة جلية ، والعربية لغة غزيرة جزيلة في مادتها اللغوية وبناءها في (٢٨) حرفا مكتوبًا ولربما يضاف اليها حرف الهمزة يوماً لتصبح اللغة الاكثر حروفا بين اللغات.
ولمعرفة لغة الضاد بما افاضت به على حياة العرب ومجتمعهم وتميزت بعلومها ، لابد لنا ان نبين هنا ما اجاز لعلماء اللغة وعلماء مفكريها تقسيم علومها الى ما يلي:
– علم النحو : وهو العلم الذي يبحث في اصل تكوين الجمل وقواعد اعرابها.
– علم البلاغة : وهو علم قوة التاثير وحسن البيان وله اقسامه،
•علم البيان
•علم المعاني
•علم البديع
– علم العروض والقوافي : وهو العلم الباحث في حال التوازنات الميزان الشعري وبما يعرف على انه موسيقى الشعر او علم ميزان الشعر.
– علم الاشتقاق
– علم التصريف
-علم الاعراب
-علم الترادف والتضاد
ولربما يتعرض علماء لغتنا والنحويين الى استنباط المزيد من جواهر ودرر هذه اللغة البليغة مستقبلا والتي اختارها الله سبحانه وتعالى مادة لايصال تعاليم دينه وعباداته .
ولرب سائل يسأل عن معاني اللغة واللهجات السائدة بين العرب التي ظهرت بعد هجرات اهل اليمن الى الجزيرة العربية واعالي الفرات والعراق وبادية الشام وان كانت بحدود ضيقة في الاختلاف الذي بان واضحا وجليا في لهجات عرب الجزيرة الذين استوطنوا بلاد الفتح الاسلامي وتأثروا بلغات اهلها وتعاملهم وكذلك تعلم اهل هذه البلاد اللغة العربية التي كانت اساسا لفهم وتعلم معاني القران الكريم والحديث الشريف ، فصار مصطلح اللغة العربية الفصحى(اللغة الام) الذي يعني لغة العرب الاصل الذي نزل بها القران الكريم وعرفها اهلها في ادب وشعر اقوامها تمييزا عن باقي اللهجات السائدة في السن العرب وكلامهم والتي حددها المستشرقون بان مكان العربية الفصحى هي لهجة اعراب نجد واليمامة وان اللغة العربية لهجة خاصة فنية قائمة فوق اللهجات وان للشعراء الفضل في وضع قواعد هذه اللهجة ، ومن المفيد ان نتعرف الى ان لغتنا الخالدة ربما تزيد مفرداتها عن ١٢ اثني عشر مليون مفردة مما جعلها اثرى لغات العالم واغزرها معنىً ودلالة ، ولعل مثالنا في ( رأى ، نظر ، شاهد ، بص، عاين وأبصر ) دليلا على الترادف الناتج من لغة القبائل العربية مع كل ما يوحدها من ترادف وهمي لان لكل واحدة منها خاصية للدلالة تختلف عن معنى الاخرى .
وقبل ان نختم موضوعنا عن لغة الضاد ، لابد ان نشير الى ان معنى الفصاحة في تسمية اللغة بالفصحى مأخوذًا اصلا من اللَّبن باعتبار الفصح هو ( خلوص الشيء مما يشوبه وأصله في اللبن ، اذا تعرى من الرغوة) واما ما جاء في قوله تعالى ( قرآنا عربيا) فالمقصود به صفة البيان والوضوح واللسان المبين وليس ما يظنه الكثيرين لعرق ونسب او لانتماءه للعرب حيث نزل فيهم وانما جاء بلسانهم وهم الاصل من بطون البوادي ( اهل الوبر ) واصحاب اللسان الفصيح الواضح المبين .
اتمنى ان اكون قد وفقت في بيان مفهوم اللغة العربية ودلالاتها والمقصود من تسميتها ، ومن الله التوفيق .
……………………………………………..
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بَغداد