الكذبة الكبرى..شعر:وصفي د. حرب تيلخ
—-
الكذبة الكبرى….1
شعر:وصفي حرب تيلخ
مضت العهــــود فما لهنّ إيابُ … سقط القناع وآبت الألبـــابُ
فُُضَّ الكتاب,تناثرت صفَحــــاته … وتبيّنت بسطوره الأسبـــاب
جاؤوا الينـــا واعدين بزعمهم … ومبشّرين, وهل يسرُّ غراب!
متعهّدين بكل ما من شـــأنه … بعْث الحياة إذا الحياة سراب؛
حريّة الإنســــــان بل وغذاؤه … وهواؤه, والأخريات تُهـــــــاب
سنفكّ كلّ قيودكم , وحقوقكـم . سنعيدها, والآتيات عجــــاب
سنحارب الإرهاب في بلدانكم …حتى يكــــون لأمننا استتباب
قالوا:سنصلح حالكم ومعاشكم .بالمصلحين , وللصلاح نِصاب
***
شـكراً لكم إنّا عهدنــا وعْدكم … وبكلّ وعدٍ نكبــةٌ ومُصــــاب
فصـــلاحكم ردوه حيث أتيتمُ … بئس الوعود وبئست الألقـاب
لا نرغب الإصلاح من حضراتكم . فلكـلّ قـومٍ بيئةٌ وثيــــــــاب
هي كذبةٌ كبرى تفتّق ذهنكــم … عنها وكان لصُنْعها أقطـــاب
عشنا السنين بكذبةٍ خدّاعـةٍ … وتواترت فتطـــــاول الكـــذّاب
سقطت معالمُ من حضارة أمّتي .فالزاهرات بلاقع ٌ ويَبـــــاب2
وهوَتْ كواكبُ أو أُذلّت أنجمٌ … وثرىً تدنّسًَ واستُبيح سحـاب
وتشتت الأحباب من جرّائها … وتقطعتْ من هوْلها أنســـــاب
خدعوا بتلك الأمنيات جماعةً … وتحوّلتْ عن خطّهـــا أحزاب
***
أمّا الحقيقة غير ذاك وإنمــــــا … ثرواتنا ودمــــاؤنا وحســـاب
صنعوا من الإرهاب أشكالاً لهـا… في كلّ ركنٍ مخلبٌ أو نـــاب
هم أسّسـوه بفكرهم وعقولهم .وله قـــــواعد عندهم وِقباب
هم كوّروه وربّعوه ومدّدوه ووظّفــــوه , فنـــالهم أعْطـــــــاب
جعلوه (جوْكرَ) أو عصا ً سحريةُ .. هزّوا بها إمّا يُســاءُ خطاب
***
يا ســادة الكون الكبار ترفّقوا … فالرّفق يبني والضّغوط خراب
أبناؤنا ورجالنا ونســـــــاؤنا … وهواؤنا وسمــــــــاؤنا وتراب
متماسكين كأرضنا وبنائهـــا … ولكلّ أرضٍ قمّـــةٌ وهضــــاب
وجميعنا في مركبٍ يمضي به .. لنجــاته الرّبّان والرّكّــــــاب
فدعـــوا مراكبنا تسيرُ أمينةً … ودعوا الحياة تسير وهي رحاب
جفّفتم سبُل الحياة جميعها … وبفضلكم نال الجميعَ مــلاب 3
كمّمتمُ الأفــــــواه لا نتكلّمُ … كُسِر اليراعُ وأُرْهِب الكُتّـــاب
وعُدّت الأنفاس حين خروجها وكـــــذا تُعَدّ إذا يكــــون إياب
فقرٌ وجهــلٌ علّةٌ وبطـــــالة … وبكيدكم كل الأمور صِعـاب
ذلٌّ وبؤسٌ والحيـــــاة ذميمة … وثروةٌ منهوبةٌ وضبــــــــاب
أين الحقـوقُ والمزاعم كلها … أين العدالة والبلاد سِــــــلاب
فوُعودكم مردودةٌ وخيارنا … أوطاننــا , ونبيّنـــا وكِتـــــاب
نحن على الإرهاب حربٌ قبلكم. لكنْ لكلٍّ مـــوْردٌ وعبـــــاب
أما هديّتكم بكلّ بهائهــــــا … فتفضّلوهــا أيهــا الأقطــــاب
إن كان أعجبكم سواد عيوننا …أو كان فينا للجَمــــــال إهاب
هذي المنابع إن أردتم سبْرها … لِتُجفّفوا ولْتُرحمُ الأعصاب4
***
1- مطالبة اميركا لنا بالإصلاح
2- الزاهرات:المدن العربية التي كانت مزدهرة
3- اشارة الى مقولتهم “تجفيف منابع الإرهاب”
ملاب: أذى من فقر ومرض…الخ
4-البيت اشارة لما مرّ في القصيدة من آفات