نحن المحصنون بالأطلال.. شعر نثري بقلم عصام عبد المحسن
قصيدة شعر نثري
بعنوان(نحن المحصنون بالأطلال)
.
.
على حافة الكون
السرادق المُقام
ليس لعزاء أخير
ولا لوداع قريب
السرادق المُقام
لشَراب نخب
أسكر الحكام العرب
فتفرقوا
و غابوا جميعاً،
ثم عادوا
فشربوا
ثم غابواطويلا.
………………
الحمية في النفوس المفتتة
شموع
وقناديل
على جانبي الطريق الطويل
تشير لإتجاه المغيب،
فتجمع..
كل الذين تشتتوا
لصناعة الشمس البديلة
وعلى الخريطة
استبدلوا التواريخ
بالعروش الجديدة.
……………
لم يكتمل القمر
منذ آخر ليلة أَسري فيها
فكان الظلام
نصف مائل
ونصف يماثلنا
والنار بلا هشيم
تلتهمنا
كما تُلتهم الحقيقة.
……………
على وطأة من جمر
كانت خطوات الباعة
إلى حيث الحظائر المجهّزة
بالعشب
والروث
وطمس معالم الطين،
فاخلع إزارك
وارتدي القبعة
فإنك اليوم تشرب
من نهرنا
يا أيها الصديق الحميم.
……………
لا شيء يشبهنا
نحن الذين تهدمت بيوتهم
لا شيء يعنينا
نحن المحصنون بالأطلال
سوى
قولك أنت
أننا الصحائف الحقيقة.
………………
على الشاشات،
يقرأه الاخرون
كأصوات الأئمة،
والهتاف يُرجرج المدائن في الشوارع:
لا تسقطوا المآذن،
لا تحرقوا الأطفال،
لا تبتروا العظام
لا تخلعوا القلوب من الأماكن
و لتتركوا النيام نياما.
والخيام ملاجئًا.
النوق الحُمرّ
مازالت ترعى،
مابين زيتون وتين،
ولمن لا يستقيم،
زواج عبلة.
إن الرايات السوداء
على كل المنابر منكسة
تنتظر العرس الجليل.
………………..
يا آيها الشيطان
مالك؟؟!
لا تعصنا اليوم
فما عصيناك من أول الطرد
ووليناك علينا
في الشتات
وبعد الوعد
وعند اللقاء،
فكن معنا
و أزرع وساوسك أشجارا
نختبئ خلفها،
ووسوس لهم
أن هذي الأرض
كلها
لنا.
………….
يا سادة النار
والدمار
والهشيم،
ويا عبدة الملك العظيم
إن الذي أحيانا
أسفل الأنقاض
لهو الذي
ينبت الرايات خضراء
من صدورنا،
ومن هتافنا سيطلق الرصاص..
جعل الحجارة في يد الأطفال قنابلا،
وطلقات النبال صواريخا
وطيور أبابيل
فوق رؤوسكم
ترميكم بالعصف المأفون،
……………….
الحرب دائرة
بين حدود الكون هناك.
وهنا
كلنا على حدود الانتظار
ندعو الله
أن يتهدم السرادق
ويراق على كل المنابر
ذاك الشراب اللاذع.
……………….
بقلمي/
مصر