التوازن الفكري…مقال بقلم منال مرعي
بقلمي
. . مقال بعنوان التوازن الفكري. .
قبل الإسهاب بالكلام حول ما يتعلق بموضوع التوازن الفكري سأقوم بداية بتوضيح ما هو التفكير بشكل عام التفكير هو عملية عقلية معقدة تشتمل على عمليات وخطوات تتعلق بكل ما يمر به الانسان من مواقف واحداث حياتية ويستمد منها الانسان الحلول لمواجهة المشكلات في الحياة وتعتمد نظرة الانسان للاشياء من حوله بناء على تفكيره او أسلوبه بالتفكير والافكار التي يتبناها كل فرد من الافراد عبارة عن معتقدات يتبناها العقل البشري وتشغل حيز تفكيره لكل المواقف التي تعصف به في حياته واود الاشارة هنا الى ان التفكير المحرك الرئيسي للانسان خلال مراحل حياته حيث ينبثق من قدرة الانسان على التفكير قدرته على تبني افكار ايجابية وادراك الامور وتحليلها ومواجهتها وبالمحصلة التصرف بمنطقية وايجابية وحتى يتحقق ذلك يجب ان يكون لدى الفرد اتزان فكري والمقصود بالاتزان الفكري هو قدرة الفرد على التمييز بين الخير والشر والخطأ والصواب وما يجب وما لا يجب وقدرته ايضا على فهم التناقضات في الافكار والسلوكيات ووزن الافكار على ميزان المنطق واللامنطق وميزان والايجابي والسلبي وبالتالي يساعد الاتزان الفكري الفرد في التحكم بأفكاره ومعتقداته وضبط نفسه وانفعالاته ولا يقف عند هذا الحد بل يجعل الفرد قادر على فهم وادراك المحيط من حوله وادراك ما به من تناقضات وعدم القبول المطلق بأفكار ومعتقدات وانماط السلوك جميعها في هذا المحيط بل يدفعه اتزانه الفكري الى تنقيح ما يتلقاه ووزنه على ميزان المنطق واللامنطق وميزان الايجابي والسلبي كما ذكرنا سابقا ويساعد الاتزان الفكري في التحكم بالرغبات التي في داخل الفرد وتبني ردود افعال متزنة تجاه المواقف والافراد الذين يتعامل معهم ومن زاوية اخرى يساعد الاتزان الفكري الفرد على الدمج بين العاطفة والعقل حيث ان القلب يحتاج الى رجاحة العقل والعقل يحتاج الى دفء العواطف والوصول بالفرد لهذه المرحلة من الموازنة بينهم تجعله قادر على فهم نفسه والاخرين من حوله.
ان الاتزان الفكري كالنور الذي يضيء ظلمات الجهل والتفكير المحدود والسلبية في المواقف وعدم وجود هذا الاتزان يجعل الفرد يقبع في ظلام عدم الاستقرار النفسي في جميع مناحي حياته ولا نكتفي الى هذا الحد بل ينتقل التأثير من الفرد الى المجتمع الذي يعيش فيه من الناحية الفكرية حيث يصبح هناك ظلام فكري ومعرفي وهذا بدوره يؤدي الى الجهل والافكار العبثية التي تعيق تطور الفرد والمجتمع على حد سواء هذا بالاضافة الى تبعية الفرد وعدم قدرته على الاستقلالية الفكرية والمعرفية وعدم القدرة ايضا على الوعي بمشاكل وعقبات المجتمع ككل ومن هنا تنبثق أهمية خروجنا من عنق الظلام الفكري الى فضاء الاتزان الفكري والمعرفي وادراكنا لمسؤوليتنا تجاه أنفسنا بالبداية ومن ثم تجاه المحيط بنا وان تكون مسيرتنا على طريق الاتزان والايجابية لا طريق الانحدار والعبثية.
