دار الأحبة…شعر :علي محمود الشافعي
دار الأحبة
مهداة إلى اهلنا في فلسطين الحبيبة
/ فلسطين
دار الأحية قف بها يا ساري
واسكب شذا الألحان من أوتاري
هذي نياط القلب فلتعزفْ بها
لحنا شرودا جائب الأمصار
وانثر أهازيج المساء بساحها
عبق الدِّلال وسحجة السُّمّار
وعلى البيادر سامريُ شوادنٍ
بين الدفوف وعنّةِ المزمار
واسهر طويلا مع كهول شبابها
واشفِ الفؤاد بأعذب الأشعار
وارقب شروق الشمس فوق تلالها
سحر العيون وتحفة النظّار
واسمع لوشوةِ السنابل بكرة
وتراقص الازهار والأطيار
واقصد ظلال الدّوح فوق ربوعها
ما بين أنسام وطيب ثمار
يشْجيك سجعُ الورق فوق غصونها
ويهيج دمع الواصب الهمّار
وارشف رحيق الشهد من آبارها
واسق العطاش من المعين الجاري
ويكفيك من شمس المساء أصيلها
وتلألؤَ الأفلاك بالأسحار
فأصيلها يسبي القلوب صبابة
وأديمها من تربة الأطهار
تستَحضرُ الصلوات في آفاقها
وتعجّ بالدعوات والأذكار
واستنبئ الأيام عن تاريخها
ومواقف الشرفاء وألأحرار
واقرأ سطور المجد فوق صخورها
نُقشتْ قصائد عزة وفخار
هذا مخيمها ودرة تاجها
ما لان للمحتلّ والسِمْسار
لا ينحني للسافيات نخيلها
كلا ولا في العاديات يماري
فيها من البلدان أبرك بقعة
وشذا فتات المسك في الآثار
أرض الشهامة والكرامة والندى
والعز في أبنائها الأخيار
الغائرون على سراة عدوهم
بقوادح ينذرن بالإعصار
تلك الملاحم ما سمعت بمثلها
في السابقات على مدى الأعمار