نَظَرِيَّةُ ٱكْتِشَافِ…. مقال بقلم د . مُحَمَّدٌ خَلِيْلُ الْمَيَّاحِي
مقال
نَظَرِيَّةُ ٱكْتِشَافِ
كَيْفِيَّةِ تَوَلُّدِ الرُّوْحِ وَالنَّفْسِ
فِي الْكَائِنِ الْحَيَوَانِيِّ
لِلْمَيَّاحِي
نَظَرِيَّةٌ عِلْمِيَّةٌ أَحْيَائِيَّةٌ فَلْسَفِيَّةٌ جَدِيْدَةٌ
( سَبْقٌ عِلْمِيٌّ وَفَلْسَفِيٌّ )
تَدْحَضُ الْوَهْمَ الْبَشَرِيَّ وَخُرَافَاتَهُ الْقَائِمَةَ
ٱكْتِشَافِي وَمَفْهُوْمِي وَتَأْلِيْفِي
د . مُحَمَّدٌ خَلِيْلُ الْمَيَّاحِي / الْعِرَاقُ – بَغْدَادُ
Dr _ Mohammad Kaleel AL _ Mayyahi / Iraq
فَيْلَسُوْفٌ عَالِمٌ بَاحِثٌ شَاعِرٌ أَدَيْبٌ
مُحَرَّمٌ 1446 هِجْرِيَّةٌ
تَمُّوْزُ يوليو 2024 مِيْلَادِيَّةٌ
يقرأه الاخرون
بنودُ النَّظريَّةّ
1. تنويهٌ :
بما أنَّ عمليَّةَ كيفيَّةِ تولُّدِ الرُّوحِ والنَّفسِ للكائِنِ
الحيوانيِّ مِنَ العملياتِ المحيِّرةِ الكبرى الَّتي يستحيلُ
كشفُ كنهِها وأَسرارِاها ، ولأَنَّها منَ عملياتِ الخلقِ
العظيمةِ المبهمةِ العجيبةِ لمْ يستطعْ علماءُ الفلسفةِ
والأَحياءِ والطِّبِ عبرَالتأْريخِ البشريِّ التطرُّقَ إِليها كشفًا
لحقيقةِ طبيعتِها معَ إِنَّها تشكِّلُ أَهمِّيَّةً بالغةعليا في حياةِ
الكائِنِ ، ولٰكنْ بفتحِ اللّٰهِ الخلَّاقِ العليمِ علينا فقدْ جئْتُ
بنظريَّةِ كشفِ علمٍ جديدٍ يستحقُّ الدِّراسةَ والعنايةَ
والٱهتمامَ لكونِهِ سَبقًا علميًّا فريدًا يدحضُ الوهمَ البشريَّ
وخرافاتَهُ القائِمةَ ، ولكي يترتَّبَ عليهِ مزيدًا مِنَ المعرفةِ
والفائِدةِ في علمِ الأَحياءِ والطِّبِ وفي معرفةِ كيفيَّةِ
تكوُّنِ مادَّةِ الحياةِ الأُولى وطبيعةِ مكوِّناتِها بعدَ
نشأَةِ الكونِ.
2. فحوى ونصُّ النَّظريَّةِ :
( ٱكْتشافي ومفهومي الجديدانِ معَ الأَدلَّةِ ) :
تتولَّدُ الرُّوحُ والنَّفسُ للكائِنِ الحيوانيِّ الجنينِ ( تولُّدُ
حياتُهُ ) مِنْ داخلِ خلاياهُ الحيَّةِ تَوَلِّدًا ذاتيًّا داخليًّا
تفاعليًّا تدريجيًّا تسلسليًّا تراتبيَّا متَّحدًا متَّصلًا مترابطًا
مستمرًّا تكامليًّا غيرَ مجزَّءا بعدَ عمليَّةِ التَّناسُل
والإِخصابِ حسبَ نظامِهِ الأَحيائِيِّ الخَلَويِّ ( بيولوجيا
الخليَّةِ ) ونظامِ فسلجةِ جسمِهِ وحسبَ السِّلسلةِ التَّولُّديَّة
لهُ ، ولا يكتملُ تولُّدهما إِلَّا بتكاملِ الجنينِ تمامًا ، وذٰالكَ
عنْ إِيجادِ وبثِّ الخلقِ الأَوَّلِ للكائِنِ أَيْ أَنَّ اللهَ لا يُوجِِدُ
وينفخُ رُوحًا ولا يخلقُ نفسًا مِنْ خارجِ جسمِ الكائِنِ
الحيوانيِّ في كلِّ مرَّةٍ لكلِّ كائنِ جنينٍ جديدٍ بعدَ عمليَّةِ
الإِخصابِ وتَوَلِّدِ الكائِنِ ، وبمعنى آخرَ أَنَّ الرُّوحَ والنَّفسَ
تتولَّدانِ لدى الكائِنِ الحيوانيِّ الجنينِ مِنْ داخلِ خلاياهُ
الحيَّةِ بعدَ عمليَّةِ التًَناسُلِ والإِخصابِ تولُّدًا تفاعليًّا ذاتيًّا
بشكلٍ تدريجيٍّ متَّحدٍ متَّصلٍ مستمرٍّ تكامليٍّ عبرَالسلسلةِ
التَّولِّديَّةِ للكائِنِ الحيوانيِّ حسبَ نظامِهِ الأَحيائِيِّ الخَلَوِيِّ
وفسلجةِ جسمِهِ ولا يكتملُ تولُّدهما إِلَّا بتكاملِ الجنينِ
تمامًا وذٰلكَ عنْ إِيجادِ وبثِّ الخلقِ الأَوَّلِ للكائِنِ ، ودلائِلُ
الإِثباتِ هيَ :
أَ. الدَّليلُ العلميُّ العمليُّ المنطقيُّ الحاصلُ واقعًا هوُ أَنَّهُ
لوْ تُنفخُ الرُّوحُ وتُخلقُ النَّفسُ بشكلٍ جديدٍ مِنْ خارجِ
جسمِ الكائِنِ الحيوانيِّ بعدَ كلِّ عمليَّةِ إِخصابِ وتولُّدِ
الكائِنِ الجنينِ الجديدِ فسيكونُ الأَمرُغيرَ منسجمٍ
وغيرَ متوافقٍ بلْ يتعارضُ معَ تحديدِ فاصلٍ أَو
مرحلةٍ منْ عمليَّةِ تكوينِ الجنينِ الَّتي تُنفخُ الرُّوحُ
وتُخلقُ النَّفسُ فيها ٱبتداءً مِنْ ٱنتهاءِ عمليَّةِ
الإِخصابِ وٱنتهاءً بعمليَّةِ تكوينِ الجنينِ كاملةٍ لأَنَّ
عمليَّةَ تكوينِ الجنينِ تبدأُ مِنْ داخلِ الخلايا الحيَّةِ بعدَ
عمليَّةِ الإِخصابِ مباشرةً وفقَ عمليَّةٍ ذاتِيَّةٍ داخليَّةٍ
تفاعُليَّةٍ تدريجيَّةٍ تسلسليَّةٍ تراتبيَّةٍ متَّحدةٍ متَّصلةٍ
مترابطةٍ مستمرَّةٍ تكامليَّةٍ غيرُ مجزَّأَةٍ أَو مفصولةٍ
لا تنتهي إِلَّا بتكاملِ الجنينِ تمامًا حسبَ نظامِهِ
الخلويِّ والأَحيائِيِّ وفسلجةِ جسمِهِ ، وما دامتْ هٰكذا
وغيرَ قابلةٍ للفصلِ والتَّجزيء ، عليهِ إِذنْ فإِنَّ عمليَّةَ
نفخِ الرُّوحِ وخلقِ النَّفسِ في جسمِ الكائِنِ الجنينْ
الجديدِ مِنْ خارجِهِ لا تصحُّ واقعًا لأَنها تتعارضُ ولا
تنسجمُ معَ تحديدِ وٱختيارِ فاصلٍ أَوْ مرحلةٍ تكوينيَّةٍ
محدَّدةٍ ثابتةٍ فاصلةٍ لبثِّ الحياةِ في الكائِنِ الجنين
الجديدِ بعدَ عمليَّةِ الإِخصابِ وخلالَ عمليَّةِ تكوُّنِ
الجنينِ لتكونَ الحدَّ الفاصلَ بينَ الَّا حياةٍ والحياةِ ، كما
لا يصحُّ نفخُ الرُّوحِ وخلقُ النَّفسِ في الكائِن الجنينِ
بعدَ ٱنتهاء عمليَّةِ تكوينِهِ بشكلٍ كاملٍ لأَنَّها تنقضُ
حقيقة وجودِ الحياةِ للجنينِ في مراحلِ تكوينِهِ قبلَ
ٱكتمالِهِ وإِلَّا كيفَ كان الجنينُ يحسُّ ويتغذَّى وتسري
فيهِ الحياةُ ، مِمَّا يُدلِّلُ بالإِثباتِ والبرهانِ على أَنَّ
الرُّوحَ والنَّفسَ تتوَّلدانِ بعدَ عمليَّةِ الإِخصابِ مِنْ
داخلِ الخلايا الحيَّةِ بشكلٍ ذاتيٍّ داخليٍّ تفاعُليٍّ تدريجيٍّ
تسلسليٍّ تراتُبيٍّ متَّحدٍ متَّصلٍ مستمرٍّ تكامليٍّ غيرِ
مجزَّءٍ في جسمِ الكائِنِ ولا يكتملُ تولُّدهما إِلَّا بتكاملِ
الجنينِ تمامًا حسبَ نظامِهِ الخَلَويِّ والأَحيائِيِّ
وفسلجةِ جسمِهِ ، وهنا تكمنُ وتعظمُ القدرةُ الإِلٰهيَّةُ
مشيئَةً وخلقًا وعلمًا وٱنسجامًا وتوازُنًا وتكامُلًا في
منظومةِ الخلقِ الحيوانيِّ كما في سائِرِمنظوماتِ
الخلقِ الإِلٰهيَّةِ الأِخرى الَّتي تجري بتحكُّمٍ ذاتيٍّ وبتحكُّمٍ
خارجيٍّ عامٍّ أو ٱستثنائِيٍّ حسبَ مشيئَةِ وإِرادةِ اللهِ
جلَّتْ وتعالتْ قدرتُهُ.
ب. الدَّليلُ القرآنيُّ كما وردَ في الآيةِ الكريمةِ رقمِ
1 مِنْ سورةِ النِّساءِ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
[ سورة النساء: 1 ]
حيثُ يدلُّ منها على أَنَّ معنى البثِّ في جملةِ
( وبثَّ منهما ) في الآيةِ هوَ النشرُ ولا سيما
قدَ سبقتها الجملةُ ( وخلقَ منها زوجَها ) ولوْ
كانَ البثُّ بمعنى الخلقِ لجاءتِ الجملةُ
( وخلقَ منهما ) بدلَ ( وبثَّ منهما ) وهٰذا
يؤَكِّدُ أَنَّ الرُّوحَ والنَّفسَ لا تُخْلقانِ بشكلٍ جديدٍ
مِنْ خارجِ جسمِ الكائِنِ في كلِّ عمليَّةِ إِخصابِ
وتَوَلُّدِ الكائِنِ لأَنَّ الرُّوحَ والنَّفسَ قدْ خُلِقَتا مُسبقًا
في الخلقِ الأَوَّلِ وَإِنَّما تتولَّدانِ ذاتيًا في جسمِ
الكائِنِ حسبَ نظامِ الأَحياءِ الخَلَويِّ للكائِنِ بعدَ
عمليَّةِ الإخصابِ وتَوَلُّدِ الكائِنِ ، معَ إِنَّ معنى
خَلَقَ هو أَوجَدَ الشَّيءَ بعدَ أَنْ كانَ غيرَ موجودٍ ،
ومعنى بثَّ هوَ نَشَرَ.
3. فوائدُ النَّظريَّةِ :
أَ. ما يترتَّبُ عليها في مجالِ البحوثِ والدِّراساتِ
النَّظريَّةِ والتَّطبيقيَّةِ الأَحيائِيَّةِ والطِّبيَّةِ وفي مجالِ
التكنولوجيا الأَحيائِيَّةِ والطِّبيَّةِ لزيادةِ فهمِ ماهيَّةِ
وكيفيَّةِ تولُّدِ ووجودِ الرُّوحِ والنَّفسِ في جسمِ الكائِنِ
الحيوانيِّ ولتطويرِعلمِ الأَحياءِ والطِّبِ خدمةً للصَّحَّةِ
والوراثةِ ولمقاومةِ الكوارثِ والأَمراضِ والأَوبِئَةِ
ولصناعةِ أَجهزةٍ صناعيَّةٍ بديلةٍ ملائِمةٍ لجسمِ الكائِنِ
عندَ الحاجةِ الملحَّةِ.
ب. تحثُّ وتساعدُ على ٱكتشافِ معرفةِ كيفيَّةِ تكوُّنِ مادةِ
الحياةِ الأُولى وطبيعةِ مكوِّناتِها بعدَ نشأَةِ الكونِ.
ج. تبيانُ الفهمِ الصَّحيحِ لمشيئَةِ اللّٰهِ وحكمتِهِ في خلقِهِ ،
وتركُ ونبذُ الخرافاتِ والأَوهامِ حولَ كيفيَّةِ إِيجادِ
الرُّوحِ والنَّفسِ في جسمِ الكائِنِ الحيوانيِّ .
ٱكْتِشَافِي وَمَفْهُوْمِي
/ الْعِرَاقُ – بَغْدَادُ
Dr _ Mohammad Kaleel AL _ Mayyahi / Iraq
مُحَرَّمٌ 1446 هِجْرِيَّة
تَمُّوْزُ يوليو 2024 مِيْلَادِيَّة