بماذا اليوم أحييكم… بقلم د. وصفي حرب تيلخ
بماذا اليوم احييكم
ورودي…
اثقلت بالهم مثلي
تنمو…تتطاول…تمتد اليها ايدي الاثم
تقطف بلا رحمة…
تتزايد الاثقال ..تنظر الى جذورها
في الارض ثابتة…
فترفع راسها…وتحمل همها
تقاوم …وتنمو باتجاهين
احدهما يتجذر في باطن الارض
والآخر يسمو الى السماء
بلا كلل ..بلا يأس أو خضوع
أتعبت الجناة ولم تتعب
كلّت خناجرهم ولم تكلّ
نزفت ونزفت ونزفت
قالوا اقتربت النهاية
وكلما رأوها قريبة
ابتعدت اكثر فاكثر
فتنعكس النبوءة
وتقترب نهايتهم…
وكل ما فعلوة…هذه الألوان الحمراء
التي لوّنت التراب…
وأعطت هذه الوردة لونها…
فانظروا هذا البهاء…
ورود جورية حمراء بلون دمي
تملأ الوديان والسهول والجبال والسفوح
كثيرة هي بعدد ابناء امتي
سبحان خالقها… الذي اكرم سادتنا
يقرأه الاخرون
حتى في الورود المتشبثة بأرضها
هناك في أطهر الأماكن..واجملها
وأحسنها وأخصبها
اثنتان وعشرون وردة
لونها اكثر احمرارا
كأنها صبغت بأزكى الدماء
دماء لم تلوثها الآثام
ولا السياسة ولا قدح المقامات
دماء اطفال ما زالوا في اعمارها
أعمار الزهور…
اثنتان وعشرون وردة
جورية حمراء بلون دماء اطفال فلسطين
في كل وردة معجزة…
كل واحدة كتب عليها اسم مستحقها
كتب عليها اسم العاصمة التي ترنو اليها
من رام الله الى جيبوتي وجزر القمر
مرورا بالاعظم والأعظم والأعظم
وحارسها الامين ينظر
عباس…عباس ليس ككل الناس
لن يسمح بقطفها الآن…
دعوها فما زالت بحاجة الى الدماء
هكذا يقول اصحابها اللذين خلقت من أجلهم
سنقطفها في اللحظة المناسبة
عند آخر نقطة دم من هذا الشعب العنيد
عندها سنقدمها الى اخوتنا الملوك والرؤساء
ولكنهم… لن يجدوا مزهرية ساعتها
ولا قصرا ولا انفا يشم رائحتها…
د. وصفي تيلخ