من غير عنوان قصة قصيرة واقعية لكاتبها: أ. عبدالاله ماهل
من غير عنوان
قصة قصيرة واقعية
لكاتبها: أ. عبدالاله ماهل من المغرب
انتصب واقفا كعود الثقاب، والتزم وعن غير عادته جانب الأيمن من الطريق، ولا من ظل ظليل يقيه حر الظهيرة، غير بذلة وشمت، واستمسخت على مقاسه، بدت عليه كثوب العيد، اضفت عليه منك الخصم والحكم…
تأبط بالعصي شرا، وأطلقها صفيرا كذوي انفجار، ضدا على مسار لا ينام حتى يصحو على ذروة، لا تعرف للسكون طريقا؛ اكتظاظ وضجيج يكاد يصم الآذان، ولا من بديل عنه سوى لف ودوران، والمضي قدما اتجاه ذلك الممر الضيق من الاتجاه المعاكس؛
تمة مباراة قدم على الموعد، وضعت غريمين على المحك؛ يخاف منها وعليها ان تنقلب سحرا على ساحرها، أنصار من هنا وهناك تتدفق كموج البحر، ولا قدرة لأحد على وقف هذا السيل العرمرم؛ اللهم التخفيف من وطأته، بوضع الحواجز وتغيير الاتجاهات.
امتثل وأذعن للأوامر، وانجرف مع الثيار، اذ بشبح خارج التغطية، بزي محسوب على….
أبى ساعتها إلا أن يدلي هو الآخر بدلوه، يخبط على الباب الخلفي، ويزمجر بأعلى الاصوات، سبأ وقذفا- وكأنه أمام رضينا بالذل والذل ما رضي بينا- لم يستطيع معه صبرا، مما أثار حفيظته وخرج عن صمته وبادله بالمثل سبأ بسب، حتى كاد الأمر ان يخرج عن المألوف ويتطور إلى تشابك بالأيدي.
ولولا شاهد عيان؛ انبرى شاهدا لصالح السائق، لانقلب الأمر عليه.
وحسبه انه أشفى غليله وقضى وطره؛ ليجد نفسه أمام شهادة، أقل ما يقال عنها مجرد شفاعة لا تغني ولا تسمن من جوع؛ لم تعفيه أحقية الاعتذار… ليس لذات ذلك الشخص بل للبذلة التي يرتديها…
وكأن ذلكم الشخص ليس إلا مجرد مسخ، مساق من حيت لا يدري…
وكأن تلكم البذلة -والعواذي بالله- هي اللبس والتلبيس بعينها.