عَـرَّابُ الشِّعْـــر للشاعر المغربي- الدكتور أنس أمين

عَـرَّابُ الشِّعْـــر
للشاعر المغربي- الدكتور انس أمين
طَوَيْتُ إِلَى الشَّامِ الْمَفَاوِزَ فِي السُّحْ وَ مَا مُرْدِفِي رَحْلاً سِوَى أَيْنُقٍ ضُمْرِ
ظَعَنْتُ وَ مَا أَبْكِي الطُّلُولَ وَ إِنَّمَــــا أَتُــــوقُ لِلُقْيَـــــــا شَاعِــــرٍ بَـاسِـــمَ الثَّغْـــرِ
يُرَاوِدُنِــــــي ظِـــــلُّ الْوَحِيــــشِ بِقَفْـــرَةٍ فَغَالَبْتُ أَسْبَــابَ الْفَوَازِعِ فِي الْقَفْــرِ
بِمُسْبِـــــعِ بَيْــدَاءَ جَرَعْــــــــتُ مَهَــاوِلاً وَ مَا هَمَّنِي مَا قَدْ لَقِيتُ مِنَ الذُّعْرِ
فَإِنِّي إِلَى لُقْيَا الشَّرِيـفِ مُحَاضِنــاً سَلَكْتُ لَظَى الْأَوْعَـــــارِ مُسْتَرْخِصـــاً عُمْرِي
حَطَطْتُ عِصِيَّ الرَّحْلِ فِـــي أُرْدُنٍ، وَ قَــدْ سَأَلْتُ عُرَى الأَخْدَانِ عَنْ سَـــادِنِ الشِّعْــــرِ
لَفِي مَغْرِبٍ قَالُوا يَطِيـــــبُ مُقَامُــــهُ فَوَلَّيْتُ أَدْبَارِي عَلَى لَهْفَـــــةِ الْأَمْــــرِ
فَقَدْ زَانَ بَيْضَـاءً بِبَيْضَـاءِ سِيــرَةٍ فَأَكْرِمْ بِــــهِ مُسْتَثْمِراً أَبْيَــــضَ الذِّكْرِ
فَسُمْعَتُكُمْ فِــــي مَغْرِبٍ مِثْـــلَ أُرْدُنٍ كَمَا الغُرَّةِ الْبَيْضَاءِ فِي دُجْيَةِ الْعُمْــــرِ
بِرَابِطَــــةِ السَّادَاتِ أَشْــــرَافِ بَيْتِنَـا يُنَسِّــــقُ بَيْــنَ الْآلِ مِنْ يَعْـــــرُبِ النَّجْــــرِ
يُعَــــزِّرُ أَسْبَــــاطَ الْحُسَيْـــــنِ مُوَقِّـــراً وَ مِنْ حَسَنٍ أَسْبَاطُ بَزُّوا سَنَـــا الْبَدْرِ
بِرَيْحَانَتَيْ قَلْبِ الرَّسُولِ تَشَرَّفَـــتْ يَعَارِبُ مِــــنْ آلٍ كَسَـــــوْا بُرْدَةَ الطُّهْــــــرِ
فَبُورِكْتَ يَــــا إِدْرِيسِـــــيَّ النَّجْــــرِ سِبْطَهُـمْ كَمَـا بُورِكَ الْأَخْيَارِ دَهْــــراً عَلَى دَهْـــرِ
جِهَـــادُ أَبُــــو مَحْفُـــــوظُ حَبْــــرٌ بِأُرْدُنٍ وَ فِي الْمَغْرِبِ الْأَقْصَى فَخَارٌ عَلِي الْقَدْرِ
أَبَا أَحْمَــــدٍ بُورْكْــتَ مِنْ شَاعِــــرٍ شَــدَا فَكَــــمْ عَجُـــــزٍ مِــنْ خِدْرِهِ زَفَّ لِلصَّـــــدْرِ
فَسَلْ هَمَسَاتِ الشِّعْرِ دَافِئَةً، وَ سَــلْ جِرَاحَ قُلَيْبٍ دَقَّ مِنْ خَفْقَةِ الْعُمْرِ
وَ أَطْفَالُ صَبْرَا فِي فَلَسْطِينَ أَقْسَمُوا بِأَنَّ جِهَـــــاداً جَـــــاهَدَ الفَدْمَ بِالشِّعْـرِ
دَوَاوِينُ صِيغَتْ مِنْ ذِوَاقَـةِ مُرْهَـــــــفٍ فَأَمْهَرَهَا الْإِبْدَاعُ فِي الْعُرْبِ بِالنَّشْرِ
وَ مَجْلِـــــسُ كُتَّــــابٍ تَرَأَّسَ صَرْحَهُ وَ مَا تَعْتَلِــــي رَيْداً سِــــوَى خَفْقَــــةُ النَّسْـــرِ
جَرِيــــــدَةُ كُتَّــــــــــابٍ أَدَارَ كَــــــفَـــــاءَةً وِكَالَةُ رَأْيٍ سَاسَهَا حَاصِفُ الْفِكْــرِ
تَــــــــــرَأَّسَ بِنْيُـــــــــــوز وِكَــــالَتَهَــــــــــا، فَـــذِي مَنَاقِبُهُ عَــــــدّاً تَكِــــــلُّ عَـــــنِ الْحَصْرِ
عَلَى الدَّهْرِ مِعْوَانٌ لِمَنْ سَالَ حَاجَـــةً لَيُؤْمِـــنُ أَنَّ الدَّهْـــــرَ قَسَّـــــامُ لِلظَّهْــــرِ
يُعِيــــنُ بِجُـــــــودٍ مُرْمِـــــلاً وَ عَـوائِـــــلاً كَأَنْ حَاتِماً يُعْطِي الَّذِي جَاءَ يَسْتَقْــــــرِي
فَلَــــمْ أَرَ فِي الدُّنْيَـــا كَلُطْفِــــــكَ بِالْفَتَــــى فَعَطْفُـــــكَ حُنْــــواً هَالَـــــهُ بُرْدَةَ الْبِشْرِ
أَرِيــــــبٌ وَ سَمْــــحٌ مُكْــــرِمٌ مُتَوَاضِعٌ لَكُمْ قَصَبٌ بِالسَّبْقِ فِي سَوْرَةِ الْخَيْـــــرِ
وَ ضَافَتْ بِأَفْيَــــاءِ التُّقَى مِنْكَ عِفَّــــــةٌ بِإِيمَانٍ يَمْتَــــاحُ مِنْ مُحْكَــــــــمِ الذِّكْرِ
تَزِيــــــدُ بِإِفْرَاطِ التَّوَاضُـــــعِ رِفْعَـــــــــةً وَ تِلْكَ مَعَـــالٍ فِي مَعَـــالٍ عَلَـــــى وُفْــــــــرِ
لَكُمْ شِيمَــــــةٌ لَمْ يُعْطِهَـــــا اللهُ غَيْرَكُــــــمْ مِنَ النَّاسِ، إِذْ أَصْبَحْتَ فِي النَّاسِ كَالْوِتْرِ
أُولَئِــــــكَ قَــــوْمٌ دَوَّنُوا الْمَجْـدَ بِالْعُلاَ فَكُنْــــتَ كَبِسْــــمِ اللهِ فِـــــــي أَوَّلِ السَّطْـــرِ
فَلاَ عَيْـــبَ فِيكُمْ غَيْــــرَ إِجْهَـادِ نَفْسِكُـــمْ لِيَكْلَأَكَ اللهُ كَمَـــــا سُــــــــورَةِ الْحِجْـــــرِ
أَبَا أَحْمَدٍ مِنْ صَادِقِ الْحُــــــبِّ سَيِّدِي فَإِنِّـــــي لَأَشْدُو فِيــكَ بِالسِّرِّ وَ الْجَهْرِ:
مَقَامُـــــكَ مَرْفُوعٌ عَلَى هَامَةِ الْعُلاَ وَ ذِكْرُكَ ضَوَّاعٌ مِنَ الْمِسْكِ وَ الْعِطْرِ
وَ قَدْرُكَ سَامٍ يَا جِهَادُ بِمَغْـرِبٍ وَ حُبُّكَ مَسْطُورٌ عَلَى صَفْحَةِ الْبِشْرِ
قَرِيــــراً، يَصُــــونُ اللهُ أَحْمَـدَ شِبْلَكُـــمْ بَوَاسِقُ نَخْـــلٍ مِــــــــنْ مَيَامِنَـــــةِ الْبِذْرِ
جَعَلْتُ لَكُمْ قَصْدِي وَ غُرَّ قَصَائِدِي وَ مَا تُطْلَبُ الْأَصْدَافُ إِلاَّ مِنَ الْبَحْرِ
وَ قَرَّظْتُـكَ بِالدُّرِّ مِمَّا نَظَمْتُــــــــهُ لِأَنَّكَ أَهْلٌ أَنْ تُشَرِّفَ لِي شِعْرِي
من ديوان ضفائر الضاد
_____________
في أريحية الشاعر الأردني المغربي الشريف د. جهاد أبو محفوظ